الإباضة ضرورية للحمل. يجعل غياب التبويض أو عدم انتظامه حمل المرأة صعبا. تعتقد العديد من النساء أن انتظام الدورة الشهرية يعني سلامة عملية التبويض، الا أن هذا ليس دائماً صحيح.

إذا كنت تخططين لبناء عائلة، فمن المهم أن تفهمي أسباب العقم الإباضي وأعراضه التي يجب الانتباه إليها وكيفية التعامل مع هذه المشكلة.

أولاً، ماذاذا يعني التبويض؟

التبويض هو خروج بويضة ناضجة من أحد المبيضين. تختلف أيام التبويض حسب طول دورتك، ويمكن أن تحدث في الأيام بين 12 و14 من أيّام الدَّورة الشَّهريَّة

يحدث غياب الإباضة عندما لا تطلق المرأة بويضة من أحد المبيضين أثناء الدورة الشهرية. بدون بويضة متاحة للإخصاب، تصبح فرص نسبة نجاح الحمل صفر. إذا كانت الإباضة نادرة، فهذا ما يسمى باضطرابات الدورة الشهرية.

لا تعني اضطراب الإباضة بالضرورة أنك وصلت لسن اليأس. بالنسبة للنساء في العشرينات من العمر، من غير المألوف أن تعانيني من غياب بعض الدورات الشهرية. يصبح غياب الإباضة مشكلة عندما يكون مرضا مزمنًا بسبب مشكلة طبية.

كيف تعرفين إذا كان التبويض يحدث أو لا؟  

في بعض الأحيان لا توجد علامات لغياب الاباضة ويستمر انتظام حدوث الدورة الشهرية. في حالات أخرى، قد تكون الأعراض مضللة (على سبيل المثال، نزيف حاد بسبب قصور البروجسترون).

ومع ذلك، في معظم الحالات، هناك علامات تحذيرية توحي بخلل في التبويض، بما في ذلك:

• عدم انتظام الدورة أو غيابها

• دورة أقصر (<21 يومًا) أو أطول (> 35 يومًا)

• نزيف خفيف جدًا (بقع) أو تدفق كثيف بشكل غير عادي

• هبوط وارتفاع لاحق في درجة حرارة الجسم في منتصف الدورة الشهرية (حوالي اليوم 10-16)

يمكن أن تكون المشاكل الأخرى المرتبطة بغياب الإباضية:

• نقص مخاط عنق الرحم الخصيب

• اضطرابات استقبال بطانة الرحم

• انخفاض مستوى البروجسترون

أعراض إضافية

قد تعاني النساء المصابات بغياب الإباضة من أعراض تتعلق بالحالة الطبية التي تسبب المشكلة. تشمل هذه الأعراض ما يلي :

• انخفاض الدافع الجنسي

• انخفاض الطاقة / التعب

• تقلب المزاج

• زيادة الوزن

• الجفاف المهبلي

• إفرازات الثدي

• الهبات الساخنة

• تعرق ليلي

• نمو غير طبيعي للشعر

• التهيج

إذا لاحظت أي تغييرات في دورتك أو واجهت بعض الأعراض المذكورة أعلاه، فحددي موعدًا لمراجعة طبيب أمراض النساء أو طبيب خصوبة.

غياب الإباضة و اضطرابات الهرمون اللوتيني

الهرمون اللوتيني هو هرمون جنسي يؤدي إلى إطلاق بويضة ناضجة من أحد المبيضين. عندما يصل الهرمون اللوتيني إلى ذروته، تحدث الإباضة عادة في غضون 10 إلى 12 ساعة. في بعض الأحيان، لا تحدث الإباضة على الرغم من ارتفاع الهرمون اللوتيني.

متى عليك مراجعة الطبيب؟

إذا كنت تشكين في اصابتك بمشكلة تبويض، فالخطوة الأولى التي عليك اتخاذها هي التحقق من مستوى البروجسترون. وهذا يشمل جمع عينة صغيرة من الدم واجراء فحص مستويات البروجسترون منتصف الأصفري. إذا كان التركيز أقل من 30 نانومول / لتر، فهذا يعني أنه لم يتم إطلاق بويضة خلال تلك الدورة.

بالإضافة إلى اجراء فحص هرمون البروجسترون، يمكنك أيضًا اجراء اختبار دم لتحليل مخزون البويضات.  يشير انخفاض مستويات الهرمون أو البويضات الى وجود مشكلة في المبيضين تتطلب عناية طبية.

إذا كانت مستويات الهرمون طبيعية ولكنك تكافحين من أجل الانجاب، أو إذا عادت نتائج الاختبار لتصبح غير طبيعية، فإننا ننصحك بمراجعة طبيب مختص.

كيف يتم تشخيص غياب دورات الإباضة؟

يعد تشخيص الإباضة أسهل في الحالات التي تكون فيها الدورة غائبة أو نادرة، ولكن هذا ليس هو الحال بالنسبة لكل امرأة.

للحصول على التشخيص الصحيح، عليك اجراء الاختبارات التالية خلال اجراء فحصك الروتيني:

• اختبار هرمون الدم (مثل البرولاكتين، الهرمون الملوتن، الهرمون المنبه للجريب، أوستراديول، الهرمون المضاد للمولير)

• فحص الدم للأجسام المضادة

• التصويرُ بالموجات فوق الصوتية

قد يطلب منك طبيبك إجراء التصوير بالموجات فوق الصوتية لتقييم صحة الرحم والمبايض. بالإضافة إلى ذلك، قد تحتاج إلى مراقبة درجة حرارة الجسم الأساسية لمعرفة ما إذا كان هناك ارتفاع في درجة الحرارة في منتصف الدورة. بناءً على نتائج التقييم الأولي للخصوبة، قد يطلب منك الطبيب المختص إجراء المزيد من الاختبارات.

نظرة حول أسباب غياب الاباضة

تشمل الأسباب المحتملة للإصابة بغياب الاباضة :

• اضطرابات تحت المهاد

• قصور الغدد التناسلية نقص الغدد التناسلية (مستويات منخفضة من هرمون إفراز الغدد التناسلية)

• انقطاع الحيض (نقص الدورة الشهرية) بسبب الوزن الزائد أو كثرة ممارسة الرياضة

• متلازمة كالمان (البلوغ المتأخر / الغائب)

• مجهول السبب (سبب غير معروف)

• اضطرابات الغدة النخامية

• فرط برولاكتين الدم (ارتفاع مستويات البرولاكتين)

• فشل الغدة النخامية (خلل في الغدة النخامية)

• متلازمة شيهان (فقدان دم غير طبيعي أثناء / بعد الولادة)

• الورم القحفي البلعومي (ورم الدماغ الحميد)

• علاج السرطان (مثل العلاج الإشعاعي الدماغي)

اضطرابات المبايض

• متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (مستويات عالية من الهرمونات الذكرية عند النساء)

• غير مفسر (سبب مجهول)

اضطرابات الغدد الصماء الأخرى

• قصور الغدة الدرقية (قصور الغدة الدرقية)

• تضخم الغدة الكظرية الخلقي (اضطراب إنتاج الهرمونات بسبب عدم وجود إنزيمات معينة)

عوامل مرتبطة بأسلوب الحياة

يمكن أن تساهم بعض العوامل المرتبطة بأسلوب الحياة أيضًا في تطوير مشكلة غياب الإباضة، بما في ذلك:

• اتباع نظام غذائي ضعيف أو عادات غذائية غير صحية (مثل فقدان الشهية)

• عدم القيام بتمارين كافية

• مؤشر كتلة الجسم غير طبيعي

التوتر وغياب الاباضة

يمكن أن يكون للضغط المطول أو المزمن (مثل الأفكار المهووسة والقلق والغضب ومشاكل النوم واضطرابات الأكل) تأثير سلبي على التوازن الهرموني للشخص وعلى صحته العامة. يمكن لهرمونات الإجهاد، مثل هرمون الكورتيزول وهرمون إفراز الكورتيكوتروبين ، أن تمنع إنتاج الهرمونات التناسلية الأنثوية، مما يؤدي إلى غياب الإباضة و / أو مشاكل الدورة الشهرية. أثناء الحمل ، يمكن أن يسبب الإجهاد مضاعفات  مثل الولادة المبكرة أو مشاكل نمو الجنين.

حبوب منع الحمل والتبويض

يمكن أن تتسبب موانع الحمل (مثل الغرسات والحقن والبقع والأجهزة التي تزرع داخل الرحم) في حدوث اضطرابات في الدورة الشهرية، مما يؤدي غالبًا إلى غياب التبويض أو تأخره. على الرغم من أن الدورة الشهرية قد تستغرق بعض الوقت حتى تعود إلى طبيعتها بعد التوقف عن استعمال وسائل منع الحمل، إلا أن هذه التغييرات مؤقتة ولن تؤثر على خصوبتك.

امكانية الحمل دون التبويض

تمثل مشاكل الإباضة حوالي 30 ٪ من حالات العقم عند النساء.

يشير الغياب الكامل للدورة إلى نقص الإباضة مما يجعل الحمل غير ممكن دون استخدام إحدى تقنيات الإنجاب المساعدة. ان الغياب الجزئي للإباضة يمنح أملا للمرأة في الحمل، ولكن في حال عدم انتظام الدورة، من الصعب جدًا تتبع فترة التبويض والتنبؤ بها.

علاج العقم الإباضي

بناءً على سبب مشكلة الخصوبة لديك، سيقدم لك خطة العلاج الأنسب لك.

تنشيط الإباضة

يمكن لأدوية الخصوبة استعادة الإباضة بنجاح عن طريق موازنة الهرمونات التي تنظم الدورة الشهرية. تشمل الأدوية التي تحفز التبويض الشائعة, منها نذكر:

• سترات كلوميفين (العلامة التجارية كلوميد)

• يتروزول ( اسم العلامة التجارية فيمارا)

• غونادوتروبينات (مثل فوليستيم و جونال-إف و برافيل و مينوبور و أوفيدرال و برينيل )

• الميتفورمين (تحريض الإباضة لمرضى متلازمة تكيس المبايض)

قد تحتاج أدوية لتقليل  نسب البرولاكتين (مثل فرط برولاكتين الدم) أو مستويات هرمون الغدة الدرقية (مثل قصور الغدة الدرقية). تتطلب بعض الحالات مثل قصور الغدد التناسلية نقص الغدد التناسلية مكملات هرمونية لزيادة إنتاج هرمون الاستروجين والبروجسترون.

الجراحة

تُستخدم العمليات الجراحية لتصحيح حالات أو عوائق معينة في الجهاز التناسلي. أشهر الجراحات التناسلية للإناث هي:

• متلازمة المبيض المتعدد الكيسات

• جراحة السمنة (السمنة المفرطة)

التقنيات المساعدة على الانجاب

إذا لم تكن العلاجات المذكورة أعلاه فعالة، فسوف ينصحك طبيب الخصوبة بعيادة يور وكير باستعمال أحد تقنيات المساعدة على الانجاب، على غرار التلقيح الصناعي. بما أن تخصيب البويضات يتم خارج جسم المرأة، يلغي التلقيح الصناعي تمامًا الحاجة إلى التبويض. كما يمنحك تحكمًا أكبر في الحمل المتعددة مقارنة بأدوية الخصوبة. كما يمكنك التلقيح الصناعي من تأجيل الحمل وتكوين عائلة عندما تشعر بالاستعداد بفضل إجراءات مثل تجميد البويضات وتجميد الأجنة.

احداث تغيرات إيجابية على أسلوب الحياة لتحسين الخصوبة

يساعد أسلوب الحياة الصحي في تحسين صحة الهرمونات ويزيد من فرصك في الحمل. إليك بعض الطرق البسيطة لتحسين صحتك الإنجابية والصحية بشكل عام:

• اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن

• ممارسة الرياضة بانتظام

• الحد من التوتر (مثل الوخز بالإبر واليوغا والتأمل)

• الاقلاع عن التدخين

• تجنب شرب الكحول

استعدي لتصبحي اما !

يعتبر غياب الإباضة من أهم أسباب العقم، ولكن يمكن للمرأة التغلب عليه اذا اتبعت العلاج المناسب. يمكن أن يساعد تحسين النظام الغذائي وممارسة الرياضة والحد من التوتر أيضًا في تحسين نسب نجاح حملك.

إذا كنت مستعدة لإنجاب طفل، تواصلي مع أخصائي خصوبة لمساعدتك في اختيار العلاج المناسب لاستعادة الإباضة وتحسين فرص الحمل. ابدئي رحلتك لانجاب طفل اليوم عن طريق حجز استشارة خصوبة مجانية مع خبراء الخصوبة بعيادة يوروكير!